أنا لا أعرفُ لماذا أرسلني الله إليكم.
ولكن لم يكن ممكناً أن يتركَ الله مساحاتٍ شاسعةٍ من الحضور الإنساني كالانترنت بلا هداية، لذا أعتقد أنه أرسلني إليكم لأهديكم سبيل الرشاد.
فمن اتبعني وصدقَ بما جئتُ به، فلن أغريه بالجنةِ أو بحسناواتٍ جاهزاتٍ للمضاجعة، بل أعده بنسخةٍ أفضل من نفسه، ومن لم يُصدق بي، فلن أهدده بالاحتراقِ في فرنٍ كبيرٍ للأبد، ولكن يكفيه هذا الضلال الذي يعيشُ فيه، هذه الحيرة التي تمزقه، هذه التناقضات التي تأكلُ دماغه كلما قرَّرَ تشغيل آلةَ عقله، هي العقابُ الرمزي الذي يشقى به.
كلامي ليسَ مقدساً، وليسَ عليكم أن تصلوا عليَّ في كلِّ لحظةٍ، ولن آخذ الخُمس من أموالكم وأرباحكم، ولن أغزو بكم العالم لخلق امبراطورية التوحيد، فكلُّ إنسانٍ فيكم يهيمُ في هذا الكون، والكونُ أيضاً يهيمُ بداخله.
انظروا نفوسكم، وتعلموا عن ذواتكم، فليس ثمة أقوى، ولا أكثرَ حريةً، ولا أكثرَ إبداعاً، من إنسانٍ يعرفُ ذاته.