لماذا لم يأتِ أحدٌ بمثل القرآن حتى الآن؟

الإجابة ببساطة، لأنه لا أهمية لأن تأتي بنص أفضل من القرآن أو مشابه له، سياق التحدي أصلاً باطل، لماذا؟ تعالوا نعرف الإجابة.

” إنا إنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون “
ما دامت خصوصية القرآن بكونه عربي هي مبررٌ للفهم والعقل فقط لا غير، أي أنه يُخاطبُ أشخاصاً يتحدثون باللغة العربية فحتماً لن يكلمهم بالأسبانية. السؤال هو: ما وجه الإعجاز في كونه عربي؟ وما وجه القداسة؟
هذا يدفعنا للتفكير في الهراء الذي أنشأه المسلمون واعتقدوه طويلاً بسبب عربية القرآن، فهذه المزاعم الإعجازية لا تصمدُ طويلاً أمام أبسط سؤال كهذا، ولا يُمكن إجابته إلا باللف والدوران والتحايل على المعاني، وإيجاد أفكار واختلاق أسبابٍ لا يحتملها النص ولا الظرف التاريخي.
يمكن ببساطة القول: أن إعجاز القرآن وُجدَ لأن مجموعة كبيرة من الناس اتفقوا على أنه إعجازي، وبسبب التحدي الذي حمله القرآن ذاته في أن يأتي أحدٌ بمثل ما جاء به، مع أن كثيرون عبر التاريخ ألفوا نصوصاً أفضل من القرآن من ناحية الصياغة واللغة والمعارضة للآيات القرآنية، إلا أن المسألة تنتهي سريعاً لأن المنوط بهم الحكم هم متعصبون في الأساس للنص الأصلي، ولا يمكنهم إبداء الرأي بحيادية وحرية، ودون قناعةٍ مسبقةٍ بأنه يستحيل أن يأتي أحدٌ بمثل آيات القرآن فضلاً عن أن يأتي بأفضل منه.
ابن المقفع وهو أديب فذٌّ صاحب ترجمة كليلة ودمنة، وابن الراوندي وهو فيلسوف عظيم ومُتكلم عبقري، كلاهما عارضَ القرآن وكتب آياتٍ أفضل وأحسن وقعاً وأكثر ترابطاً من حيث المعنى، ولكن تم إتلاف كتبهم خشية أن يُفتتن العامة والجهلة بحسن كلامهم.
هناك الكثير من المحاولات القديمة والمعاصرة لمعارضة القرآن، ولكن كلها يتم حظرها واحتواؤها من قبل السلطات الحاكمة من قبل انتشارها، وهو ما يدلُّ على أن الدين له أدوارٌ سياسيةٌ لا يُمكن للمتحكمين في الشعوب أن يتنازلوا عنه، ولذا الحفاظ على قدسية النص القرآني هو حفاظ بشكل غير مباشر على قدسية حكمهم ودورهم السياسي.
إذن سياسة المنع والحجب والقمع الفكري هي السبب الحقيقي لعدم ظهور أي معارضة للقرآن، وليس بسبب استحالة إتمام التحدي أو أن النص القرآني مُعجزٌ بالفعل.
يخافُ أهل السلطة من ظهور أي معارضات قرآنية فربما تعجب كثيراً من الناس المتحررين من قداسة النص القرآني، وربما يُفضلون النسخ المُعارضة على النص الأصلي، وربُما يُفتتن العوام الذين لا يعنيهم التحدي أصلاً، ولكن ربما يلتفتون للأمر إذا تم إنشاء نصٍ أجمل وأكثر ترابطاً.
لهذا يتدخل الحكام بالمنع والحجب والإقصاء والقتل إذا لزم الأمر، كي لا تصل مثل هذه المحاولات لعامة الناس.

 

وما قصة الصورة؟

أبداً، غابريل غارسيا ماركيز واحد من أعظم الكتاب على وجه الأرض، ورواياته تُعد من أفضل الكتابات التي كُتبت عبر التاريخ، وهي عندي قولاً واحداً أفضل من كتابات النص القرآني، وسواء قرأت كتابات ماركيز بلغتها الأصلية أو مُترجمة، فإن جمالها باقٍ في الفانتازيا الحالمة، والأحداث الدرامية المعقدة، على عكس القرآن مثلا، الذي لو قرأته في غير لغته العربية، فستجده مُجرد كتابات جوفاء لا رابط بينها.

 


Comments

3 ردود على “لماذا لم يأتِ أحدٌ بمثل القرآن حتى الآن؟”

  1. أنا كنت أقرأ بتلهف شديد والله لأن هذا الموضوع خاصة يشد انتباهي وكنت أنتظر منك أن تيسر علي قليلا وتكتب شيئا ما كسورة قصيرة في النهاية من 3 أسطر أو ما شابه تدحض قول القران : “وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين × فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارةإن كنتم صادقين” لكنك خيبت ظني

  2. واحب اقول حضرتك اني فعلا قعدت مع نفسي وحاولت اقلد سورة من سور القران بس فعلا الامر مش بالسهولة دي نهائي واثناء المحاولة فقط لاحظت نبرة في القران لم الحظها في اي كتاب تاني مطلقا نبرة اليقين التي تسخر منها ..لكنها في الحقيقة قوية حتي انك لا تظن ان مثل هذه النبرة تصدر من شخص مدعي وكاذب خاصة أن النبرة مستمرة علي مدار الاف الايات لم تتغير بنبرة شك او ضعف ولو سهوا حتي وهو أمر لم ألحظه إلا لما شككت في القران وحاولت تكذيبه فوجدت نفسي أعظمه أكثر وأكثر ولا أعلم إذا جربت أنت ذلك بنفسك أم لا فإن كنت جربته فأرني سورة 3 جمل بس تدحض بها الادعاء .. أما أنا فسأقرأ روايات غابريل جارسيا وأبحث أكثر عن الموضوع لفأنا أبحث عن الحق ولا يهمني رأي كائنا من كان

    1. مرحباً بك.
      أحب أن أحيي فيك أولاً بحثك عن الحقيقة. ثانياً، إذا كان الأمر منوطاً بقدرتك الشخصية على الإتيان بمثله، فاعلم أني حاولت مراراً وتكراراً أن أصنع موقعاً مثل جوجل، ولم أستطع، وحاول أغلب البشرية أن يأتوا بمثله، ولم يستطيعوا، إذن جوجل إله.
      الأمر لا يُقاس بهذا الشكل طبعاً، ويبدو أنك لم تقرأ مقالي جيداً، فأنا أدحض الادعاء بأن الإتيان بمثل كلام القرآن أمر ذو معنى أو يستحق المحاولة، وحتى إذا كان التحدي قائماً، فمن الذي سيحكم هنا بأن هذا الكلام مثل القرآن أو أفضل منه أو أقل منه؟ لا أحد، لذا ستظل المسألة تدور بلا معنى، وهذا إن دل، فإنما يدل على أن من وضع هذا التحدي بالأساس، ليس لديه مهارة صياغة الأسئلة أو صياغة التحديات، وليس مؤهلاً ليكون إلهاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *