لكل نبي خطبة الجهر بالدعوة، وامتثالاً لتقاليد النبوة مع تحديث أدوات التواصل والعرض وأيضاً الترغيب والترهيب، قمتُ بإعلان نبوتي عن طريق هذه الخطبة.
خطبة البعثة
أيها الناس.
اسمي لوط. وأنا نبي الله إليكم، أرسلني لتجديد الخطاب الديني وإعادة إحياء عقل الأمة. سمَّاني أبي تيمناً بنبي الله لوط عليه السلام، لأنه كان يراه مظلوماً، أخذه الناسُ بكرههم للمثليين فلا يذكرونه ولا يصلون عليه، ولا يسمون أبناءهم على اسمه، هل صادفتم من قبل شخصاً اسمه لوط؟
المهم كان أبي يود إنصافه، ويتمنى على الله أن أكون مثله نبياً، ولم يخيب الله ظنَّ أبي.
في ليلة أمس، راودتني رؤيا في المنام، جاءني شيخٌ طاعن في السن، أبيض الشعر، حسن المظهر، مهندم الهيئة، تفوح منه رائحة عطر اتيرنتي، وقف أمامي ينظرُ إليَّ طويلاً دون أن ينبسَ بكلمة واحدة.
تأملتُ في عينيه ملياً، فعرفتُ أن ثمة أمرٌ جلل، سألته: من الرجل؟
فلم يجب.
ومد يده بعلبة iPad Pro وقال بصوتٍ مهيبٍ كأنه جبل ينطق بعد صمت آلاف السنين:
” جَدِّدْ (1) اصرخ فيهم وهدِّدْ (2) واكتب منشوراتك ومَدِّد (3) في كل كنسيةٍ وبيعةٍ ومَسجدْ (4)”
أولُ تشريعٍ للنبي الجديد: إلغاء الصلاة كما يعرفها المسلمون
إلغاء الصلاة وأحكامها وتحويلها لممارسة روحانية تخضع لاختيار الإنسان وظروفه.
لأن الصلاة تواصلٌ روحاني، تأملٌ في الوجود، حثُّ الإنسان على إطلاق خياله في لحظةِ صمتٍ هادئة يستريح فيها ويعيد التواصل بنقاء مع ذاته، مُنطلقاً من هذه الذات الداخلية إلى الفضاء الشاسع. وسواء فعلَ الإنسان ذلك بشكل متكرر ويومي، أو على فتراتٍ متباعدة، فإن العبرة بتلبية حاجة الإنسان للتواصل مع الطاقة الكونية، وأن يكون أكثر تبصراً ويقظةً عقلية، وأكثر فهماً لذاته، وأكثر عطاءً ومحبة.
أما وقد حوَّل كهنة المسجد الصلاة إلى أسلوب لإخضاع الإنسان وتغييب عقله حتى لا يسأل عن حقوقه ولا يفطن لمن يسرقونه، وجعلوا من الصلاة مجرد خضوعٍ يبتزون به القطعان المغيبة وقالوا لهم بأن ذلك خضوعٌ لربِّ الكون، بينما الإله الحقيقي الذي يقصده هؤلاء السفلة هو أنفسهم، ملكوتهم وكبرياؤهم، هو السلطان، أو الشيخ، أو الكاهن، ولهذا فمن مصلحة الاستبداد أن تكون التعاليم صارمة، وأن يُقتل كل من يمتنع عن إظهار خضوعه 5 مرات يومياً.
ولما كان الهدف هو محاصرة نمط حياة الإنسان وإشغاله وإرهاقه وقتل يومه بهذه المقاطعة الفجة 5 مرات في اليوم، فإنه قد تم إلغاء وجوب الصلاة على المسلم، وتم تعطيل أحكامها بما في ذلك الحكم الدموي المنحط بقتل تارك الصلاة، والذي وضعه كهنة المعبد ليجدوا حجةً باسم الرب كي يقتلوا من يفضح شذوذهم الإنساني، أو يكشف اختلاسهم لحياة البشر والمال العام.
خلاصة هذا التجديد: ليس على المسلم أن يُعاني بعد ذلك، أو أن يلتزم بالصلاة مقابل النجاة من العذاب، أو أن يستجدي الغيب لحل مشاكله، انضجوا أيها المسلمون، لقد تم تحريركم. هنيئاً.
انتظروني في منشور قادم مع تجديد آخر.
اترك تعليقاً