عن حارس الهاوية

من أنا.

أنا لستُ ضدَّ علامةِ الاستفهام كي لا أضعها، ولستُ مُستهيناً بأي علامةِ استفهامٍ أخرى، وإنما يمكنُ القول بأن صيغة السؤال هي أصعب طريقةٍ يمكن أن يُعرِّفَ بها شاعرٌ نفسه.
الأنا المتورطةُ بسؤالها، دائماً ما تتظاهر بالإجابة، أو تتمثلها بينما تبحثُ عنها، أما تلك التي تحكي حكايتها من خلالِ الإخبار المتواصل، الوامض كالبرق وكالحقيقة، حيث لا يمكنك في النهاية أن تحتفظ بتعريفٍ متكامل عنها، فهي أنايَ المترصدة هنا، تلكَ المقيمةُ على مشارفِ الأبد، تتهجى طرقَ وجودها، ولا تسأل كثيراً عن الأسباب، تلكَ المتجددةُ دون إعادةِ الخلق، دون مراجعاتٍ كثيرةٍ أو طرقٍ بالحديدِ على صفيحٍ معوج.
أناي هنا، أحكيها لكم صوتاً من خلال قراءتي لهذه المختارات، بعضها يغتالني، فأكفُّ عن الحكاية، وبعضها أصعدُ به لسماء اللغة، وكثيراً ما أسقطُ في هاوية المعنى.

صوتي ملعونٌ،
صوتي أفولُ الليل،
وخاتمةُ اللحن الضائع. *

أيوا، من أنت إذن؟ ( وجه غاضب )

طيب، بدون لف شعري ولا دوران معنى،
اسمي محمد حكيم. كاتب ومُترجم، ممثل صوتي Arabic Voice Over، مستقبليّ Futurist، أب، وعاشق، يومي المفضل هو غدًا.

عملتُ لفترةٍ في التسويق كمدير محتوى Social Content Manager  ولفترةٍ أخرى Creative Writer، ولفترة كمخرج إبداعي، وحاليا أعمل في مجال النشر الصوتي للكتب والبودكاست، إنتاجًا وقراءةً وإخراجًا، شريك فخور لمنصة ستوري تيل.

أعيشُ حالياً في القاهرة.

أنشأت ستديو صبا برودكشن، وهو بيت خبرة للتسجيل الصوتي والإنتاج، وأيضاً مساحة عمل مفتوحة Work-space لمن شاء أن يعمل بتركيز، أو حتى مجرد الاستمتاع في الهواء الطلق وقضاء وقت جيد، وربما المشاركة في حفلة شواء.
كانت بداياتي مع الصوت عام 2007، وأنشأتُ الاستديو عام 2009 لأساهم في رقمنةِ المعرفة والتسجيل ونشر الكتب الصوتية لأني آمنتُ أنها الطفرة القادمة في عالم النشر، فالقراءة بالأذن أكثر سهولةً وإمتاعًا للكثيرين. وتطورَ طموحي مع الوقت لتكون الإتاحة الصوتية الجمالية هي عملي وهاجسي، وكانت الإجابة مشروع أنطولوجي: فهرس جمالي

أريدُ أن أحكي
أريدُ أن أسري.
أفيضُ عن حاجاتِ
نفسي، فيفيض بحرٌ
محبوسٌ منذ تدفق قلبي
بالمعنى.

أردتُ أن أساهم في إثراء الجمال، وفي الإخبار عن الآخرين من خلال شعرهم، يُمتعني التقمص، أن أرتدي كلماتِ الموجوعين والفلاسفة والذوات المرهفة، أن أجوس خلال الزخم الشعوري للكلمات، ذلك الدفقُ الهادرُ للأنفس، الذي يبقى للأبد، أريدُه أن يبقى بصوتي.
بدأتُ مشروع الأنطولوجيا الصوتية لأقدَّم شعراً من جميع أنحاء العالم، مختاراتٍ جمالية وتعريفية بالذوات التي أصطدم بها.

حارسُ الهاوية وسادنُ الخَواء،
معاً ضدَّ العالم..
ضدَّ الوقوعِ ضحايا لما هو حتمي. *

للتواصل:

* نصوص مختارة من: قياسُ الهاوية بآلة الكلام – يحرث الهاوية – 2010