” جَرت العادة الأسطورية لدى المصريين على تقديم قربان إلى نهر النيل كل عام، ولا يُقدمونَ إلا أجملَ عذراء في البلاد، يُلقونها في النهرِ تقرباً لجريانه، كي يفيضَ على البلادِ بالرخاءِ والخصوبة”
” إلى تَارُوتْ الْمُقَدَّسَة “
على أبدِ النارِ،
والقصيدةِ الْحُلمِ،
تنامُ الآلهة.
ستسمعونَ بَريقَ العُصُورِ،
وتَشُمُّونَ رائحةَ إفرازاتِ الفِكْرَةِ.
العذراءُ التي ستقدِّمُ نفسها قُرباناً للنيلِ،
مشغولةٌ بوداعِ البحرِ والملحِ.
يرسلُ إليها إلهُ الماء حُلماً
يُغلفها بالسكينةِ والرذاذِ العذبِ،
يفتحُ صدرَهَا على الرُّؤيا،
وإبصارُهَا يَحتَدُّ، يَشتَدُّ
حتى تتجسدَ رُؤيَا البلَل.
هناك في تمازجِ التَّلقِي،
يتسللُ المعنى كثعبانٍ أسطوريٍ
يدخلُ في تَجاويفِ مَنَامِها،
يَستلقِي قُبالةَ نَهدَيها بشَغفٍ
ينقسمُ لاثنينِ، يُحيطانِ بها
لأداءِ الشعيرةِ.
يصلُ القُربانُ متأخراً،
يَتقبَّلُه النيلُ الخالدُ،
عندما تَعوي الغابةُ في دمها،
فتطلقُ صَرخَةَ الأنثى
من جوفِ مَنامِهَا، وتَصحُو
في عمقِ الماءِ،
وهيَ لَمْ تَعُدْ عَذرَاءَ
بعدَ الآن.
اترك تعليقاً