أنا أتضامن مع كل مقهور في هذا العالم، لكن القهر الناتج عن محاولة ممارسة الحرية، يختلف تماما عن القهر الناتج من محاولة قمعها.
أتمنى ألا تعجز حكومات أوروبا عن إدراك خطر الفكر الداعشي، وألا تستبد بهم مبادئ احترام التعدد والتنوع تجاهه، فهذا الفيرس إن لم تقض عليه قضى عليك، هكذا بكل بساطة، لا مزاح أو تسامح في ذلك.
لا حرية لأعداء الحرية. ومن بين كل القتل والعنف الموجودين في العالم، أفضلُ أن أرى الدواعش هم القتلى، لأن في قتلهم فسحة لنا نحن الذين نحب الحياة، ولا نريد حوراً عين ولا عودة الخلافة أو تقطيع الأيدي والأرجل لإرضاء إله الدواعش.
نحنُ الذين لا نريدُ مجتمعاتٍ دينية، ونريد إطلاق حرية الإنسان في أن يبحث ويعرف ويؤمن ويكفر ويترفه ويستمتع، ومع حزني وضيقي من فكرة القتل، إلا أنه إذا كان لابد من قتل أحدهم ليتحقق ذلك المجتمع، فإني أفضلُ أن يكون القتلى أولئك الذين لا مانع لديهم من قتلنا لتحقيق أوهامهم.
“ماحيًا كل حكمةٍ،
هذه ناري”
أدونيس
***
على هامش الحادث الأليم، لفت نظري الرسام جورج فولينسكي الذي كان من ضحايا الداعشيين كواشي منفذي الجريمة، كان يقول في كل مرة تسأله زوجته عن الكيفية التي يريد أن يموت بها:
“ارمي رمادي في المرحاض ياعزيزتي، بهذه الطريقة، سيتسنى لي أن أرى مؤخرتك كل يوم”.
داعش قتلت السخرية لأن أتباع الآلهة المزيفين بشكل عام لا يتحلون بحس الدعابة، ليس لديهم تلك السمة الإنسانية التي تُميز الأذكياء والمتسامحين، اغتيال كهذا هو اغتيال السخرية والطرافة.
لا شك عندي أن أحد الأمور المُسلية أن زوجته ستتذكره كلما عرت مؤخرتها في الحمام، ولندع داعش لأوهامهم بحكم العالم، ولنأمل فقط أن معركة الفكر والحرية تنتصر بالعدد الأقل من القتلى، لأنني لستُ ساذجاً لآمل أن السلام يمكن أن يقوم دون ارتفاع تلة الجثث، أو لربما النضج الحقيقي أن أصل للإيمان بأنه لا سلام على هذه الأرض، كم هو بائس هذا التصور.
مع السلامة جورج فولينسكي.
اترك تعليقاً