اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين

كنتُ أتأمل هذا الدعاء خلال فعاليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري ، بينما أتباع الإخوان المسلمين ينهشون في لحم مصر، ويتمنون على الله أن يهدم كيد الأعداء ( الدولة المصرية ) وحقيقة اندهشت من كم الحقد والكيد الذي يحمله هؤلاء في نفوسهم ضد مصر وشعبها، فقط لمجرد أنهم طُردوا خارج الحكم شر طردة، بعدما تخلوا عن رفاق الميدان، وسلكوا في درب الطائفية والتنكر لشباب الثورة واليسار الذين كانوا قد بدأوا الثورة والإخوان قاعدون في بيوتهم ينتظرون أوامر المرشد، أحب أن أخاطب هؤلاء الحمقى الكيادين ( من الكيد ) وأهل اللؤم والخبث، وخاصة أولئك الذين يعتبرون الدولة المصرية عدواً استراتيجياً:
أيها الحمقى، يجب أن تدركوا أن ظلم الإخوان ( أنتم ) ما هو إلا انعكاس لظلم العسكر، لكن الصورة المنعكسة ترتدي ثوباً ولها لحية، والشعبُ بينكما كمن وقع بين ظالمين يدعو الله أن يضرب أحدهما بالآخر، مصداقاً لدعوة القنوت الشهيرة: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.
إذن العسكر هو من انتصر في حرب كانت تحتاجُ إلى ذكاء، خاضها الإخوان بغباء مطلق، تخلوا عن الناس فتخلى عنهم الناس، فكانت دماؤهم وحرياتهم ضمن خسائر الحرب بسبب عنصريتهم وحماقتهم، ثم خرجوا عن نطاق السياسة بعد تحولهم لإرهابيين، ودعمهم للتنظيمات الإرهابية، حيث أن هدفهم – الذي يبدو منطقياً وعادلاً – هو الرد على عنف الدولة بالسلاح، بينما هذا خط أحمر لا يمكن السماح به تحت أي ظرف لأن عواقبه كارثية، ولا يمكن التفصيل فيها لمحدودي الخيال من أمثالكم.
الأمور واضحة، كنتم ضباعاً تحاول الالتفاف على مصر الفريسة، التي أنهكتها الفوضى والفساد، وكانت حرباً باردة بين أجنحة مختلفة داخل الدولة، وانتهت من خلال معارك صغيرة وضربات مركزة، ميدانياً وسياسياً، الآن الحرب انتهت، هذا لا يجعل من المُنتصر عادلاً بالضرورة، أنت تسميه قاتل، أنا أسميه المنتصر، وتسميتك له لن تغني عنك من الواقع شيئا.
الحرب انتهت، والآن نشهدُ مرحلة الإبادة لكل ذيول العدو.

أنت العدو. نعم أنت أيها الشامت في كل مصيبة، أنت يامن تتمنى فشل كل جهودٍ للإصلاح من أجل إشباع ذاتك المريضة الموتورة، لذا يجبُ القضاء عليك، لكل أثر لك، يجب تحجيم التطلعات الإخوانية للعودة للحكم، يجب تكسير عظام العدو كي لا يعاود النهوض ويخلق صراعاً جديداً، الصراع ليس جيداً لأجل الاستثمار، لأجل العمل، لأجل الناس التي تمشي في الشارع، لأجل من يريديون العيش بسلام بعيداً عن مشاريعك الوهمية لحكم العالم.
لذا الإبادة واجبة لكل من يحاول إعادة خلق هذا الصراع والتبشير به بوصفه قضية عادلة.
قضية الإخوان ليست عادلة، هم فقط يريدون الحكم، يريدون أن يكونوا هم الظلمة بدلاً من أن يكونوا مظلومين. عندما سنحت لهم الفرصة كانوا ظلمة متعصبين يمتلئون حقداً وكراهية، وقاموا بكسر أرجل رفاقهم في الميدان كي لا يستطيعوا اللحاق بهم أو الوقوف أمامهم.
الكل الآن يتجه للإصلاح ومحاولة مخاطبة النظام القائم بأسلوبه، بالأدوات التي يوفرها، مسارات المعارضة التي يرسمها، لا مشكلة في هذا، بعدما تعلم الجميع أن الثورة ليست هي الحل، وأيضاً الإسلام ليس هو الحل، ( يُرجى النظر إلى داعش وأخواتها ) لذا علينا أن ننادي بوعي: لا للثورة خاصة في ظل وجود من سيركبها لصالح فكره الخاص جداً، نعم أنتم مجرد ضباع متربصة بالشعب الفريسة لفوضى الثورة وقت أن تحدث، لذا لا يمكن السماح بحدوث ثورة أخرى، لا شرعية سترجع، لا يمكن المطالبة بإسقاط النظام، هذا مطلب أغبى من أن نناقشه، وأسخف من أن يتحقق.
باختصار، ليس ثمة أي مبررات، أو مظلوميات، ستجعلنا نفكر بإفساح المجال للغباء الديني أن يحكم مصر بدلاً من الظلم العسكري.
الظلم الذكي خيرٌ وأحسنُ حكماً من الغباء الديني.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *