هو الذي لم يشف أمي في ستة أيام

عزيزي الله،
بعيداً عني وعنك، وعن تاريخنا معاً، وبعيداً عن حروبِ المؤمنين وغير المؤمنين، هذا أمر شخصيٌ تماماً أتمنى أن يتسع صدرك الإلهي له، سأحدثك هذه المرة عن أمي المؤمنة بك.

يقولون أنك تجيبُ دعوات الطيبين، وبالأخص في أوقات محددة، قبل الفجر مثلا، الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، أنت بالطبع تعرف جدول مواعيدك، لكن ما لا تعرفه يامحترم، أن أمي لا زالت تعاني من آلام شديدة في العظام مع أنها لا تُفوِّتُ وقتاً من هذه الأوقات إلا وتدعوك بصدق وإصرار، وأنت أذنٌ من طِينْ وأذنٌ من عَجِينْ، هل هذا يليقُ بإله؟ يارجل حتى أنا الذي لا يخجل خجلتُ لأجلك، وضعتُ نفسي في مكانك فشعرتُ بالإحراج.

 
وللأسف فإن جميع رجالك، سواءً الذين يرتدون العمائم أو ربطات العنق، لم ينجحوا في إيجاد مبرر واحد يقنع طفلاً صغيراً، وكل ما يتم تقديمه لنا أن حكمتك اقتضت وجود البلاء لتختبر إيمان أمي، أنا الآن أطلب منك بحكم العلاقة القديمة بيننا أن تكف فوراً عن هذا الاختبار السخيف، وأؤكد لك أن أمي مؤمنة حتى النخاع، فإما كذلك، وإما أنك بطئ الفهم لا تكفيك عشر سنوات من المرض لتفهم أن أمي مؤمنة بك حقاً.  ومع أنك كُليَّ القدرة، وتقولُ للشئ كُن فيكون، إلا أني سأمهلك ٦ أيام لتكف عن ابتلاء السيدة الوالدة، ويمكنك استبدالها بحجر في أي مكان في العالم تنُزل عليه بلاءك وتشفي فيه غليلك، وأعتذر مقدماً لأي حجرٍ يقعُ عليه الاختيار الإلهي، لكنها أمي.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *