أعرفُ أن الحياة البائسة التي يعيشها العالم، لم تكن تليق بكِ كثيراً يا هديل. أعرفُ وأتفهم.
رحلت هديل الحضيف عنا اليوم صباح الجمعة، بعد أن خاصمت العالم لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر، وهي في غيبوبة لا أحد يعرف سببها على وجه التحديد. فادعوا لها بالرحمةِ في صلواتكم وخلواتكم، إنها تستحق أيها العالم
لروحها الجميلة، أزف تحياتي والكثير من الورود، أحسدكِ يا هديل، امتلكتِ الشجاعة لتغادري مبكراً، لم تعاني كثيراً من مرض الحياة، عبرتِ سريعاً، فهنيئاً لكِ. ها أنتِ أخيرا اقتربت من باب الجنة الحقيقي، أتمنى لكِ مُقاماً طيباً
لأهلها ولكل المفجوعين بها، لوالدها الدكتور محمد، وأختها أروى، إنا لله جميعاً، وإنا إليه لراجعون. قريبا سنلتقي بها جميعاً.
سأشتاق إليك ياصديقة الأوقات الصعبة، كنتِ تشجعيني كثيراً وتسألين عن حالي بصدق نادراً ما أستشعره في هذا السؤال التقليدي، وكأن بيننا صلةٌ ما خفية لا أعرفها، لكن يبدو أنك تعرفينها، لذلك كنتِ أفضل مني وعبرت باكرًا.
لم نلتق يوماً، ولم أرك حتى في صورة، لكن حرفك حاضرٌ في ذهني، ونقاشاتنا على المسنجر كانت تؤنس وحدتي، وباب جنتك كان مفتوحًا بيننا، جنتك التي تطلُّ على هاويتي، فيتسربُ بعض الهديل الجميل.
هديل، أي سر تخفينه الآن يا هديل؟ أي سرٍّ يا ابنة أربع وعشرين عامًا؟
اترك تعليقاً