في ظل عجز أتباع الأديان عن نشر رسالة المحبة والسلام الحقيقي في العالم، لأنهم مكبلون بنصوص كتبهم المقدسة ومفاهيم الدين التي تتنافى مع المحبة والسلام والرحمة، أرى أنه ليس جديراً بتحمل عبء هذه المسؤولية سوى الملحدين واللادينين، لكن ماذا نفعل ونحنُ مهددون من أقرب الناس إلينا، ومنبوذون في مجتمعاتنا التي لا نريد لها إلا كل خير، ومهددون بسيف القانون بالسجن أو الإعدام، ماذا نفعلُ ونحنُ نعيشُ في بؤرة بلاد التخلف والقمع السياسي والديني، ما الذي نفعله ونحنُ نعيشُ في ذيل العالم سوى أننا نحاول النأي بأنفسنا عن قطعان البشر التي تسير في متاهات الدين وأوهام الخرافة المُضللة؟
لا نخاف الوحدة، فالملحد أو اللاديني إنسان لديه من التفرد الذاتي والاستقلالية ما يمكنه – وإن كان ذلك قاسياً – من الاستغناء عن المجتمع، أو على الأقل يصبر على وحدته الداخلية، فالإنسان الأذكى والأصح ضميراً دائماً هو الابن الأكثر شرعية للمعاناة الذاتية وألم البحث عن الحقيقة.
الملحد أو اللاديني، هو الفرد المجتمع، حيث يتكون مجتمعٌ صغيرٌ بينه وبين ذاته، هذا التواصل الداخلي، والهواجس المنبثقة، والمخاوف التي تستيقظ كل يوم من هاوية اللاوعي، تجعله يعيشُ في تفاعل ذاتي دائم مع نفسه.
وعلى كل ملحد أن يُعلم نفسه كيف يتجاوز وحدانيته ورغبته اللامتناهية في الانسحاب والانعزال، إلى الاشتباك مع المجتمع وأفكاره، وتوجيه النقد واللوم والتفنيد والتحليل، فلا تدري لعل كلمة منك أو تغريدة أو فكرة تعلقُ في ذهن أحدهم، فيتغيرُ بها ولو بعد حين.
هذا الفيديو يشرح جانباً من موقف الملحد من الدين، ولماذا يرفضه، ولماذا يجب أن تكون ملحداً من أجل تطوير هويتك الذاتية والفردية.
[wpvideo WBb8qFVJ]
اترك تعليقاً