محمد سلطان هو ناشط إخواني أو ناشط حقوق إنسان كما يصف نفسه، ابن القيادي البارز في الإخوان صلاح سلطان. تم اعتقاله من قبل السلطات المصرية في الفترة ما بين أغسطس 2013 وحتى مايو 2015، حيث أجبر على التنازل عن جنسيته المصرية للإفراج عنه، بعدما أضرب عن الطعام في 26 يناير 2014، وكان إضرابه عن الطعام مدعوماً بحملةٍ عالميةٍ تطالب بالإفراج عنه.
أولًا: مبروك الإفراج بعد طول عذاب.
ثانيًا: الفيديو أعلاه عبارة عن وصلة غزل في الحرية والليبرالية من ناشط ينتمي إلى فصيل يؤمن بالخلافة وتطبيق الشريعة وكل هذا الهراء معدوم المنطق والملامح، ويشتمون أمريكا تقربا إلى الشعوب المطحونة، بينما يلجأون إليها ليعيشوا بحرية.
أنا سعيد أنه غادر ونجا من موت محقق في هذه البقعة المتخلفة من العالم، مبروك عليه الحرية وأتمنى له حياة سعيدة على الأراضي الأمريكية، لكن مشكلتي مع محمد سلطان ووالده وأمثاله من الإسلاميين، أنهم يحملون أفكاراً من شأنها الحفاظ على هذه البقعة من العالم متخلفة ومحكومة بالتاريخ والماضي بحجة تطبيق الشريعة وتحكيم الدين، في الوقت ذاته الذي يتغزلون فيه بديموقراطية أمريكا وحرية الإنسان والتساوي بين البشر، وهو ما لا يؤمنون به حقاً، لكنهم يستخدمونه عند اللزوم.
كنت قد حضرت محاضرة للإخواني صلاح سلطان والد محمد في فيرمونت ضمن فعاليات مؤتمر فورشباب العالمي، وكان وقت أحداث رابعة، اللهجة العنصرية والمسار الذي كان يريد الإخوان وضع هذا البلد فيه، ليس بأفضل كثيراً من مسار العسكر، لكنهم فقط يستشهدون أكثر بآيات قرآنية وسير الصحابة والتابعين. لكن نفس التمييز العنصري، نفس الخراب، نفس الأفكار الموروثة، لن يغيروا قانون ازدراء الأديان مثلاً، لن يسمحوا بالحرية الشخصية للفرد أن يفعل ما يشاء بأعضائه التناسلية، نفس المعارضة لمبادئ الإنسانية والحق في حرية العقيدة والعبادة وعدم التصنيف، حدث ذلك في الوقت الذي كانت فضائيات الإخوان تشن حرباً دينية على بقية الشعب.
الطريف أن محمد سلطان يستخدم في لغته الإنجليزية تعابير يحبها الأمريكان، مثل الآباء المؤسسون، وأمتنا العظيمة، أوه عزيزي، حسبت أن الأمة العظيمة هي أمة محمد والصحابة والتابعين، لا أمة أمريكا المسيحية الملحدة.
هذا التناقض بين ما يقوله الإخوان وبين ما يعتقدونه فعلاً ويريدون تطبيقه، هو ما يجعلهم أسوأ من العسكر، من يستطيع فهم هذا التناقض فإنه يضع يديه على الخلل الحقيقي في عالمنا العربي، نحن نشتم أمريكا لكننا نحب كل ما تمثله، ونحب السفر والهجرة إليها.
أمرٌ مؤسف أن محمد سلطان أجبر على التنازل عن جنسيته المصرية – ربما هو عكس ما يعتقد الغالبية العظمى من شاتميه – وطني ومخلص وتمسك بجنسيته لآخر لحظة، لمدة سنتين كان يكافح ويعاني وحده في السجن، لكني متأكد أن أيَّ شخص يتبجح بالهجوم عليه بدعوى الخيانة والعمالة، هو نفسه لو تم اضطهاده ثم خُير للجوء إلى أمريكا الكافرة أو البقاء هنا في سبيل الوطنية والكفاح، سيختار أمريكا بلا تردد، لينعم بحريته في أن يعيش الحياة كما يريدها، وأن يعبر عن أفكاره بكل حرية.
اترك تعليقاً