“والمحصناتُ من النساء إلا ما ملكت أيمانكم”
آيةٌ لطيفة، أليس كذلك؟
تقول قصة سبب نزول هذه الآية أن صحابة محمد رسول الله بعد إغارة على المشركين في موقعة اسمها أوطاس وقت غزوة حنين، انتصروا وقاموا بسبي نساء العدو، لكن ما تبقى من فطرة في داخلهم منعتهم من نيك هؤلاء النساء بسبب أنهن متزوجات، فسارع الله الرؤوف الرحيم في نكس فطرتهم بشكل كامل، وأنزل ساعي بريد السماء ليبلغ محمد قوله تعالى: “والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم” أي فهن لكم حلال، ولا تثريب عليكم في أن تمارسوا ما تشاؤون من اغتصاب، حتى ولو كنتم قد قتلتم للتو أزواجهن، فلا مشكلة في أن تستمتعوا بنكاحهن لأنكم العصابة المنتصرة، فإن بقيتم في الأرض لكم النساءُ السبايا، وإن قُتلتم في سبيل الله لكم الحور العين، في كلا الحالتين الترغيب في الجنس هو الباعث الحقيقي على الفعل.
تعليقي على القصة وعشرات القصص الأخرى المشابهة التي تفضح أخلاق محمد وإله الإسلام، أن كل مجال من المجالات عادة ما يكون لديه منظومة أخلاقية أو Code Of Ethics لضبط إيقاع وسلوكيات العاملين في هذا المجال، وللاحتكام إليه عندما يتم الاختلاف فيما إذا كان سلوك معين أو تصرف طارئ يُعد أخلاقياً أم لا، وفيما يبدو أن الإسلام اختار لنفسه منظومة أخلاقية منثورة في القرآن والسنة، غاية في التفرد والتميز، فهي على عكس جميع المنظومات الأخلاقية الأخرى لم توضع من أجل ضبط السلوكيات، بل من أجل تبرير الهمجية، وتقنين الانحطاط، وبدلاً من الرجوع إلى الأخلاق لوصف السلوكيات، أي جعل الأخلاق الفطرية هي الأصل والبناء عليها، قام الإسلام بإضافة عدة سلوكيات منحطة ونسبها للأخلاق، أي جعلَ الشذوذ عن الفطرة هو الأصل وجعل الأخلاق تسعُ كل ما يريده من أجل أن ينتشر ويحكم ويسبي النساء ويضربهن، ويأخذ الغنائم، والجزية، ويميز بين البشر، ويقتل المخالفين له في العقيدة أو الرأي، فلا تعود تلك السلوكيات غريبة على النفس الإنسانية المسلمة، وليقهر أي خجل أو تعفف فطري لدى البشر بحجة أن الإله الخالق أعرفُ وأعلم بما يصلحُ للبشر منهم.
على الجانب الآخر من ساحة القتال والسبايا وتبرير هذا الانتكاس الفطري بآية قرآنية، إذا فتشت في التفاصيل اليومية لمحمد وأتباعه، فإنك ستجدُ الكثير من الانتكاسات الأخلاقية المضادة للفطرة، إهانة المرأة، الهوس الجنسي، الاستهانة بالآخرين، قمع الحريات الفردية باسم الحفاظ على أخلاق المجتمع، تحريم الموسيقى، تكميم المرأة وتغليفها بالسواد، تحجيب الأطفال وإفساد طفولتهم وبراءتهم بالدين وعذاب القبر والشواء في جهنم، لنأخذ أمثلة شائعة مثل:
تحريم الموسيقى والمعازف لأنها صوت الشيطان، مما يجعلك تسأل نفسك، هل صوت الشيطان جميلٌ إلى هذه الدرجة، وطيبٌ ومُحبب للنفس إلى هذه الدرجة؟ ومن أحقُ حينها بالتصديق، الشيطانُ أم الله؟ وتبدأ تُشكك في فطرتك التي تجد العزف الجميل محبوباً ومطلوباً، عندها إما أن تتحول إلى إنسان صلعمي بغيض، وإما أن تُنكر هذه المنظومة بأكملها.
ولقد كنتُ سأعذرُ الإسلام ومنظومته الأخلاقية لو كانت تلك الأحداثُ جميعها أتت إلينا كأخبار تاريخية انتهت ولا يمكن أن تتكرر، لكنها سُوَّقت إلينا كدين البشرية الأخير، والدين الأوحد المعتمد لدى إله الإسلام، ولدينا مجموعة من المخابيل المجذوبين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية التي تحتوى على هذه المفاهيم، وبالطبع فإنني أتفهم أن هذه السلوكيات السلبية جزء لا يتجزأ من حزمة متكاملة تحتوى في طياتها على مفاهيم أخلاقية سامية، لكن ذلك لا يشفعُ لها، فهي ملوثة بسلوكيات أخرى مُنتكسة الفطرة، وكأن روعة بعض مكونات الطبخة تشفعُ لوجود السوس والدود والعفن فيها.
عزيزي محمد، عزيزي إله الإسلام، خذوا أخلاقكم وأحكامكم بحلوها ومُرِّها وانصرفوا، ابقوا هناك في غياهب التاريخ، فلا حاجة لنا بكم في مستقبلنا الذي سيكون أفضل من غيركم، كما فعلت أوروبا وأمريكا.
اترك تعليقاً