له الأسماء الهبلى والصفات الدني

لنفترض أن ثمة شخصٌ ما لديه قطة أو حيوانٌ أليف، هل من العدل والرحمة أن يبقيه طوال حياته مُهدداً مرعوباً من وضعه في فرن المطبخ، وإدخال الصديد المغلي في أذنه إذا أكل من الطعام المُحرم؟ أو وضعه على الخازوق إذا تبول على السجادة؟

لنتفق أن هذا جنون صريح، وانحرافٌ شعوري واضح، ولنفترض جدلاً أنه مقبول،  مع تحفظات كثيرةٍ على التنفيذ، وأن بإمكاننا البدء في دورة علاج نفسي تستغرق وقتاً طويلاً، وحتى ذلك الوقت سنقبله ونعامله بشكل طبيعي لنحثه على الشفاء سريعاً والتحرر من مشاعره السلبية، ولنقل أن ما تبقى من حس العقل لديه، وبمساعدتنا نحن الذين حوله من أصدقاء يرغبون له الخير، سنحميه من الانجراف لمعاقبة هذا الحيوان الأليف بتلك العقابات البشعة.

أليس من الحقارة والإجرام بعد ذلك، أن نجده يمهدُ لهذا الحيوان كل أسباب الخطأ، ويضعُ حوله جميع ما يُغريه بارتكاب ما يرغب بمعاقبته لأجله، وكأنه يتصيدُ أي فرصة ليتشفى فيه بالحرق والسلخ، عند ذلك لا يسعنا كبشر متحضرين إلا أن نحكم بأنه تجاوز مرحلة الاضطراب النفسي إلى مرحلة الإجرام، وفي الأغلب سنقيده ونجعله يرتدي روباً أبيضاً، ونودعه في مصحة الأمراض العقلية لأن ما يعاني منه تجاوز عقدة المشاعر السلبية والغضب تجاه الحياة إلى حد آخر، فأصبحَ خطراً على المجتمع، وسنحكمُ حتماً بأن لديه مرضاً نفسياً قد يحوله في أي لحظة إلى مُغتصب أو قاتل متسلسل. هذا كله وهو يتوعدُ ويهددُ حيواناً قد لا يثيرُ اهتماماً لدى بعض المتبلدين حسياً، فما بالكم إذا كان هذا التهديد موجه للبشر، هل لاحظتم أي تشابه هنا؟
بالضبط، هذا هو الله جل جلاله باختصار.

عزيزي المؤمن والمؤمنة، هل تقبل بأن يكون إلهك مُجرد مريض نفسي، مُجرم مُنحرف، يتشهى تعذيب البشر وحرقهم في فرنه الكبير؟

ستقولُ لي أن الله أكبر وأعظم من ذلك؟ كلا سأعطيك الدليل من قرآنك أن الله قادرٌ على هداية جميع البشر كما قال، لكنه يُفضل إبقاء كثير من الناس لجهنم: يقول سبحانه وتدنى:

“وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ” السجدة ١٣

إذن هو قادرٌ على هداية الجميع، ولكنه لا يريد، لا يشاء، ولا يريد أن يكسر كلمته التي توعد بها أنه سيملأ جهنم، هذا الإله المسكين لا يُريد أن يكسرَ بخاطر جهنمه التي خلقها لتعذيب البشر.

مثل هذه الحقارة الإلهية لا يمكنُ أن تدانيها أي حقارة بشرية.
والحق يُقال، إن أحقرَ حقراء البشر لو أتيح له أن يختار بين إلقاء جميع الحيوانات مثلاً في النار أو إنشاء مملكة خاصة بهم، دون أن يكون الاختيار سيعود عليه بالضرر أو النفع الشخصي في شئ، فإنه – وفقاً لدراسات نفسية – سيميل للاختيار الإيجابي نظراً لأنه غير مستفيد وغير متضرر، وعندما تتساوى المصلحة مع اللامصلحة فإن الإنسان بطبعه السوي يميل للإيجابية والسلام، أما إلهه الذي خلقه كما يزعمون، فإنه لا يستطيع تقبل فكرة أن يخلق جهنم ولا يُلقي إليها أحداً، لا يستطيع وفقاً للآية أعلاه أن يتراجع عن تهديده السخيف بحرق كثير من الجن والإنس، هذا مع أنه في النهاية يقول:

وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
فمع أنه غنيٌ عن كُفر الكافرين به، وعن إيمانِ المؤمنين به، إلا أن المرض النفسي للإله العزيز أودى بعقله وبمنطقه، وجعل حكمته المزعومة تذهب أدراج الرياح، فهو ينتظرُ يوم الحساب بفارغ الصبر لكي يُلقي بملايين البشر إلى جهنم ليسمعهم “وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ”

فكونه ينتظر سماعهم وهم يصرخون من العذاب، ثم يرد عليهم بكلمة: ذوقوا، فهذا يدلُ على شئ واحد، أن صانعي الأديان فاتهم إضافة عدة أسماء مهمة من أسماءه تبارك وتعالى: الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الطاغي السادي المتوحش الهاتك الغشيم الساذج له الأسماء الهُبلى والصفاتُ الدنى.

وأنتَ عزيزي القارئ، ما الأسماء الإضافية التي تشعرُ أن صانعي الأديان أخفوها عنا بينما هي من صميم أسماء وصفات هذا الإله العزيز؟


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *