الأخلاق الإلهية VS الأخلاق البشرية

عزيزي الله،
فور إغلاق حسابي القديم على تويتر، بدأت حساباً جديداً لأكتب إليك رسائل هي خلاصة تجربتي معك، وعلى الفور وردتني تعليقات تندد بقلة أدبي تجاهك، وتتوعدني بالحرق في جهنمك.

الحقيقة، كنتُ أود أن أكون أكثر أدباً معك، وأن يكون حديثنا مناظرة عقلٍ لعقل – لكنتُ احترمتُ عقليتك الإلهية بالطبع وانحنيتُ لها تقديراً –  لو أنك كنت تستحق ذلك، لكنني أعلمُ أنك لا تتحدث إلا مع شخصيات تاريخية، وأنبياء مزعومين، ولا مجال لي أن أكون من صفوتك الذين تتفضل عليهم بإرسال صبيك جبريل كي يُوشوِشَ في أذني بكلامٍ أغيِّرُ به العالم.

كيف أحترمك وقد بحثتُ في تاريخك فوجدتك مصدر ٩٠٪ من كل دماء غرقت فيها البشرية عبر التاريخ المعروف، ومصدر الكثير من الانحطاط الأخلاقي وانعدام الرحمة، مثل زواج الصغيرات، ختان الإناث، ضرب النساء، العبودية والسبي، والقائمة تطول.

وأرجوك لا تقل لي أن أتباعك المعاتيه فهموك فهماً خاطئاً، فلولا غموضك ما جهلوا، ولولا تشجعيك لما انحرفوا، ولولا مشيئتك ما قتلوا، أنت مُدان، ويجب أن تخجل من نفسك عندما تتحدث عن الرحمة أو العدالة أو القيم الإنسانية العُليا، فمن الواضح أن ثمة من أدخلها في قاموسك بالخطأ، وما نتحلى به نحنُ كإنسانيين من قيمٍ عُليا وفلسفة أخلاقية رفيعة، أعلى وأقيم بكثيرٍ مما نشاهده من تعاليمك الإلهية لرجالك، والوعود الأخروية للمختلفين معك بتعذيبهم في فرن جهنم الكبير.


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *