أَنْخَابٌ لِلْكِتَابَةِ

لا أعرف الفنان

كتابتي كلها نخب الجمال .

نخبَ كل ما أؤمنُ به . وإن كان ليسَ من عادتي الكتابة بهذه المباشرة في السرد ، لكنني معَ ذلكَ أجدني أفعلُ ذلكَ بكلِّ تمتعٍ نقديٍ أحصلُ عليهِ بالسخريةِ من واقعي وواقعِ من حولي في حالةِ كانَ بائساًَ ولو بمقدارٍ لا يعجبني .

أكتبُ نخبَ أصدقائي المدحورينَ على قارعةِ الأيامِ ، يتسولونَ من الدنيا حظاً طيباً ، أو ينامونَ على حلمِ الاستقلال الذاتي المرتبطِ بالاستقلالِ المادي ، ويجاهدونَ دائماً ليكونوا بخير . أكتبُ نخبَ انهيارِ الجمود ، والثورةِ على العاداتِ البليدةِ المتحجرة . أكتبُ صريحاً لأني لا أحب الزيفَ أو المزيفين . ولا أحبُّ الأفاكينَ والبطالينَ والمدَّعين .

أكتبُ كمراهقٍ في طورِ النضجِ ، أضجره كلُّ من حوله ، محاولين قدرَ جهدهم إيهامه بأنه أبداً مراهق ، وهوَ لا يريدُ أن يظلَّ كذلك . أكتبُ كحكيمٍ نالَ من الحكمةِ فجأةً ما لا يُقدرُ بكنوزِ قارون ، كشاعرٍ باشرَ الرؤيا وانهالَ عليهِ إلهامُ البصيرة ، كروائيٍ منشغلٍ بتحويلِ الواقعِ إلى فنٍ أدبي ، كمؤرخٍ يؤرخُ لأحداثٍ لن يذكرها أحدٌ بعدَ ذلكَ ، لأيامٍ لن تعودَ دورتها أبداً للوجود .

وأجدني في هذا العالمِ المريض ، لا أدخرُ جهداً في محاولةِ شرحِ الأمورِ من وجهةِ نظري ، رغمَ علمي التام بأني أسبحُ ضدَّ التيار ، وأسيرُ عكسَ اتجاه السير . وبأن من سيقرأونَ كلماتي هذه من الكبار ؛ سيلعنونني معَ أولِ لفظةٍ تخرجُ من أفواههم ، ويحدقونَ بي معَ أولِ نظرةٍ تتهمني بها عيونهم . وسيحاولونَ ردعي بكلِّ الوسائل ، ويطاردوني بكلِّ الأماكن . لكنني لن أكون هنا . ولن أذهبَ إلى هناك . سأختبئُ في أوهامِ الجميعِ حتى أبيدها ، وأصلي بعدَ ذلكَ من أجلِ أن يكونوا قد فهموا أني لستُ الشريرَ كما يبدو ، ولكنني ضحيةٌ تعرفُ كيفَ تتألم بمنطق ، وتحولُ ألمها إلى درسٍ وعبرة . بل وإلى روايةٍ أكتبها بمنطقِ السخرية الحكيمة .


Comments

رد واحد على “أَنْخَابٌ لِلْكِتَابَةِ”

  1. i thought your blog was cool and i think you may like this cool Website. now just Click Here

اترك رداً على philhunor78316367 إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *