لا تحدق طويلًا في الهاوية، حتى لا تلتفت إليك..
-
قِياسُ الهاويةِ بآلةِ الكلام
القَدم،سبعُ خُطواتٍ إلى الوراء،سبعُ أفكارٍ تسبقُ المعنى،خُطوتانِ إلى الأمام،عُمرٌ كاملٌ من الكتابةِ،للوصول. باطنِ القدم،تأملُ اللهِ في شرقِ البحيرة،المشيُّ على آثارِه باتجاهِ الداخل.الغرقُ. الروح،عُريٌّ لا يَشِفُّ،تَعرٍ لا يَفضحُ،هُلامٌ للمادةِ، مَادةٌ للهلامِ،شبقٌ للقاءِ الغريبةِ.الشَّرودُ. الجسد،شَهوةٌ للغريبةِ،أسيرُ عارياً نحوَ البعيدةِ،أمتطي الوَحْشَةَ ليلاً. دَمٌ للعشبِ،عُشبٌ ينبتُ في صَدري،تتوسَّدُهُ القريبةُ،البعيدةُالغريبةُ.
-
قُربَانٌ للنهرِ الْخَالِدِ
” جَرت العادة الأسطورية لدى المصريين على تقديم قربان إلى نهر النيل كل عام، ولا يُقدمونَ إلا أجملَ عذراء في البلاد، يُلقونها في النهرِ تقرباً لجريانه، كي يفيضَ على البلادِ بالرخاءِ والخصوبة” ” إلى تَارُوتْ الْمُقَدَّسَة “ على أبدِ النارِ،والقصيدةِ الْحُلمِ،تنامُ الآلهة. ستسمعونَ بَريقَ العُصُورِ،وتَشُمُّونَ رائحةَ إفرازاتِ الفِكْرَةِ. العذراءُ التي ستقدِّمُ نفسها قُرباناً للنيلِ،مشغولةٌ بوداعِ…
-
تَفاصيلُ اختفاء أحدَ عشرَ كتاباً
اكتشفتُ اليومَ بعدَ بَحثٍ مُضنٍ، وطولِ تأملٍ، أني أفتقدُ من مكتبتي، أحدَ عشرَ كِتاباً. الكِتابُ الأول: رُبما سُرق. الكتابُ الثاني: ربما ضاع. الكتابُ الثالث: ربما اختفى. الكتابُ الرابع: أهديتهُ مُكرهاً . الكتابُ الخامس: ربما مَلَّ من طولِ إهمالهِ، فقرر أن ينتحر. الكتابُ السادس: كانَ ديواناً يتحدثُ عن الرحيل. الكتابُ السابع: ربما نسيتهُ في مكانٍ ما.…
-
لماذا الكتابة؟
يُمكن القول دون كثيرِ جُرأة، أن الكتابةَ وسيلة للاعتراضِ على العالم. نحن نكتب أكثر عندما نعترض، ولا نكتب كثيراً عندما نتفق. نكتب أكثر عندما نحزن، ولا نكتب كثيراً عندما نفرح. نكتب أكثر لشطبِ شئ ما، ولا نكتب كثيراً لإبقاءِ شئٍ ما. نكتبُ أكثر لادعاءِ الحقيقةِ، ولا نكتبُ كثيراً بحثاً عن الحقيقة. كلُّ إنسانٍ في هذا…
-
ثلاثةُ أيام
اليومُ الأول: يرقدُ شخصٌ ما على وشكِ الموت. إنه لم يمت، لكنه يوشك أن يفعل. إنه ليسَ مَريضاً، إذا اعتبرنا أن بعضَ بقعٍ جلديةٍ لا تُسببُ الموتَ هذه الأيام. وهوَ أيضاً لا ينوي الانتحار، فالانتحارُ بصقةٌ في وجهِ الخالقِ، وهوَ يحترمُ خالقه جداً، أيضاً فهو لا يركبُ سيارةً تطيرُ بسرعةِ مائتي كيلومتر في الساعة على…
-
طَلَباً لأفياءِ ساقية
بعدَ غيابٍ دامَ ردحاً من الزمن، بادرني الشاعر الصديق دخيل الحارثي بقصيدةٍ يقول فيها: تعالَ، فبيني وبينك إلفٌ وبيني وبينكَ أيامنا الماضية … لقد كان حَاضرُنَا يزدهي بالأرومةِ يا صاحبي، ما دهاك؟ وماذا تراك تقولُ وقد كنت أحضنك الأمسَ بين الشغافِ، فلما ترجَّلَ حُلمِي رأيتك يا آيةَ الله في خلقهِ مثلَ زهرٍ زَهى حيث لا…