التصنيف: دلالة عامة

  • خطيب الجمعة أم مايلي سايرس

    خطيب الجمعة أم مايلي سايرس

    خطيب الجمعة كعادته يُتحفنا كل فترة بخطبة عن أحوال المسلمين. أستمع للخطبة من نافذة بيتي، يصلني صوت “الجعير الذي يعتقدون أنه خطابة” رغمًا عني، وعندما نصلُ إلى فقرة الدعاء، يصيبني مغصٌ عقلي. مُنذُ متى يستحقُ المسلمين النصرة وأفكارهم الجماعية وحدها كفيلة بقتلك وصلبك والتنكيل بك لمجرد أنك مُختلف عن القطيع؟ المُلاحظُ أن التعصب والجهل ليس…

  • لماذا الكتابة؟

    يُمكن القول دون كثيرِ جُرأة، أن الكتابةَ وسيلة للاعتراضِ على العالم. نحن نكتب أكثر عندما نعترض، ولا نكتب كثيراً عندما نتفق. نكتب أكثر عندما نحزن، ولا نكتب كثيراً عندما نفرح. نكتب أكثر لشطبِ شئ ما، ولا نكتب كثيراً لإبقاءِ شئٍ ما. نكتبُ أكثر لادعاءِ الحقيقةِ، ولا نكتبُ كثيراً بحثاً عن الحقيقة. كلُّ إنسانٍ في هذا…

  • وكَم ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ

    الشعرُ الصادقُ لا يلتمسُ العذرَ ليخالف الحقيقة أياً يكن الموضوع، وأياً تكن القضية. والمتنبي – على كثرةِ مجاملته لسيفِ الدولةِ ومبالغته في مدحه- إلا أنه لا يجامل إلا بما هو حقيقي. أنتَ كريم، إذن أنت كالبحرِ. أنتَ شجاع، إذن أنتَ نِدٌ للأسد، وأنتَ لوحدكَ تساوي جيشاً كاملاً. لكن لا تتوقع منه أن تكونَ جباناً ويمدَحُكَ…

  • عينٌ عَلَى الْقِراءَة

    ليسَ من قبيلِ المبالغة أن يُعتبر الكتاب ذاكرة الإنسانية، أو امتداد الذاكرةِ والمخيلة، فكما يقول بورخيس: من بين كل أدوات الإنسان، يُعد الكتاب الأكثر إثارة للدهشة دون أدنى شك. الأدوات الأخرى امتداداتٌ لجسمه، فالميكروسكوب والتليسكوب امتدادُ رؤيته، والهاتفُ امتدادُ صوته، أيضاً المحراث والسيف، امتدادُ ذراعه. أما الكتاب، فهو شئ آخر، إنه امتدادُ ذاكرته. لذا فإن…

  • في مصرَ لا تَتَشابَهُ السَّاعَات

    كانت مصرُ لساعاتٍ معدودةٍ، وكما هي دوماً بالنسبةِ لشخصٍ ما، فاجعةً تفتحُ أحضانها للعابرين والمقيمين. كانت هاويةً تبتلعُ قدرةَ العابرِ على الدهشةِ الأولى، وتُجددُ إحساسَ المقيمِ بالمنفى. كانت أيضاً، أسلوباً للمشي المتواصلِ ليلاً حتى التعب. كانَ النيلُ يتنفسُ ببرودةٍ كعادته، فيهبُّ نسيمٌ عليلٌ على الواقفين فوق الجسور وعند الضفاف. فوقَ الرصيفِ، جلوساً، ثمةَ دائماً متسعٌ…

  • وَغنَّت بَهِيَّةُ بِاسْمِ الْمُدَوِّنِينْ..

    على بركاتِ التدوين، وباسم المدونين المصريين، تمَّ الإعدادُ لهذا الحفل والإعلان عنه في أواخر مايو، وتم تنفيذه يومَ الأربعاء الماضي رغمَ اعتراضِ البعضِ، وتحمُّسِ البعضِ الآخر. ورغم أن المدونينَ ليسوا هيئةً حزبيةً مملوكة لأمِّ يحيى، إلا أنَّ الحركة بركة أيضاً. معَ تزايدِ المراهنةِ على قوى المجتمع المدني في تخليص المعتقلين، وعدم جدوى آلية التظاهر في…

  • حِكمَةُ الْقَلقْ

    أخبرُ طمأنينتي أن تستريحَ قليلاً، و أستدعي قلقي لأسأله بهدوء: هل تعتقدُ أن الحياةَ جديرةٌ بنوعٍ من استمراريةِ الأمل، حتى ولو كانَ كاذباً؟ يُخبرني قلقي أنَّ الحياةَ تعيشُ على عدةِ أكاذيبَ لا يُمكنُ لنا تفاديها. ولذا نحتاجُ أن نؤمنَ، ونحتاجُ أن نأملَ، وأما دوره كقلقٍ، فهو موازنةُ الأمور، حتى لا يُسرفَ الإنسانُ في إيمانهِ، أو…

  • عَازِبُوْنَ بِلا حُدُوْد

    يتعثرُ الإنسانُ أحياناً بما لم يحسب له حساباً. فأثناء مروري من عندِ هَديل، تعثرتُ برابطٍ عندها لمدونةٍ اسمها: عازبونَ بلا حُدود. وقد كنتُ لاحظتُ رابطها أيضاً عندَ آشور لكنني لم أهتمَّ حينها. وجدت المدونة قليلة المحتوى، لكن الصورة قادتني إلى موقعٍ على جيران لم يتم وضع فهرسٍ لصفحته الأولى، ويبدو لي أن هذا جهدُ شخصٍ…

  • غونتبرغ وحُلمُ الكِتَابِ العَرَبِي

    عن مشروع غونتبرغ، والحلمُ البعيد لانتفاضةِ الكتاب العربي. من أجملِ ما يُمكنُ أن يتمتعَ به الإنسان، حقُّ الحصولِ على المعرفة. إنَّ لذلكَ مُتعةٌ لا تعدلها متعةٌ أخرى، بالنسبةِ لي على الأقل. إنَّ أولئكَ الأشخاص الذينَ يعملونَ على مشاريعَ لنشرِ المعرفةِ، وتسهيلِ الحصولِ عليها، لَهُم أشخاصٌ جديرونَ بكلِّ احترامٍ وتقدير. اليوم قادتني بعضُ الروابطِ إلى مشروع…

  • الضحايا، بإهمالٍ ما، هم نحنُ الغارقون

    من المؤسفِ ما يحدثُ حقاً. سنةٌ جديدة، وهناك أكثر من كارثة، على أكثرِ من وجه. أصبحَ الإنسانُ حائراً بأيِّ شئٍ يتأثر. ولأيِّ سببٍ يحزن. ما بينَ المصائبِ الإسلامية والقومية والإنسانية والشخصية، توزعت خفقات القلب المكلوم. الأنباء متضاربة، ولا أحدَ يقبلُ بتحملِ المسؤولية. الحكومة المصرية تدفعُ عنها الاتهامات بحجة أن السفينة كانت ترفع علم بنما، والقانون…