تخطى إلى المحتوى

هو الذي لم يشف أمي في ستة أيام

عزيزي الله،
بعيداً عني وعنك، وعن تاريخنا معاً، وبعيداً عن حروبِ المؤمنين وغير المؤمنين، هذا أمر شخصيٌ تماماً أتمنى أن يتسع صدرك الإلهي له، سأحدثك هذه المرة عن أمي المؤمنة بك.

الأخلاق الإلهية VS الأخلاق البشرية

أرجوك لا تقل لي أن أتباعك المعاتيه فهموك فهماً خاطئاً، فلولا غموضك ما جهلوا، ولولا تشجعيك لما انحرفوا، ولولا مشيئتك ما قتلوا، أنت مُدان، ويجب أن تخجل من نفسك عندما تتحدث عن الرحمة أو العدالة أو القيم الإنسانية العُليا، فمن الواضح أن ثمة من أدخلها في قاموسك بالخطأ، وما نتحلى به نحنُ كإنسانيين من قيمٍ عُليا وفلسفة أخلاقية رفيعة، أعلى وأقيم بكثيرٍ مما نشاهده من تعاليمك الإلهية لرجالك، والوعود الأخروية للمختلفين معك بتعذيبهم في فرن جهنم الكبير.

خطيب الجمعة أم مايلي سايرس

خطيب الجمعة كعادته يُتحفنا كل فترة بخطبة عن أحوال المسلمين. أستمع للخطبة من نافذة بيتي، يصلني صوت “الجعير الذي يعتقدون أنه خطابة” رغمًا عني، وعندما نصلُ إلى فقرة الدعاء، يصيبني مغصٌ عقلي. مُنذُ متى يستحقُ… خطيب الجمعة أم مايلي سايرس

قِياسُ الهاويةِ بآلةِ الكلام

القَدم،سبعُ خُطواتٍ إلى الوراء،سبعُ أفكارٍ تسبقُ المعنى،خُطوتانِ إلى الأمام،عُمرٌ كاملٌ من الكتابةِ،للوصول. باطنِ القدم،تأملُ اللهِ في شرقِ البحيرة،المشيُّ على آثارِه باتجاهِ الداخل.الغرقُ. الروح،عُريٌّ لا يَشِفُّ،تَعرٍ لا يَفضحُ،هُلامٌ للمادةِ، مَادةٌ للهلامِ،شبقٌ للقاءِ الغريبةِ.الشَّرودُ. الجسد،شَهوةٌ للغريبةِ،أسيرُ عارياً… قِياسُ الهاويةِ بآلةِ الكلام

قُربَانٌ للنهرِ الْخَالِدِ

” جَرت العادة الأسطورية لدى المصريين على تقديم قربان إلى نهر النيل كل عام، ولا يُقدمونَ إلا أجملَ عذراء في البلاد، يُلقونها في النهرِ تقرباً لجريانه، كي يفيضَ على البلادِ بالرخاءِ والخصوبة” ” إلى تَارُوتْ… قُربَانٌ للنهرِ الْخَالِدِ

ماتت هديل..

أعرفُ أن الحياة البائسة التي يعيشها العالم، لم تكن تليق بكِ كثيراً يا هديل. أعرفُ وأتفهم. رحلت هديل الحضيف عنا اليوم صباح الجمعة، بعد أن خاصمت العالم لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر، وهي في غيبوبة… ماتت هديل..

تَفاصيلُ اختفاء أحدَ عشرَ كتاباً

اكتشفتُ اليومَ بعدَ بَحثٍ مُضنٍ، وطولِ تأملٍ، أني أفتقدُ من مكتبتي، أحدَ عشرَ كِتاباً. الكِتابُ الأول: رُبما سُرق. الكتابُ الثاني: ربما ضاع. الكتابُ الثالث: ربما اختفى. الكتابُ الرابع: أهديتهُ مُكرهاً . الكتابُ الخامس: ربما مَلَّ… تَفاصيلُ اختفاء أحدَ عشرَ كتاباً

لماذا الكتابة؟

يُمكن القول دون كثيرِ جُرأة، أن الكتابةَ وسيلة للاعتراضِ على العالم. نحن نكتب أكثر عندما نعترض، ولا نكتب كثيراً عندما نتفق. نكتب أكثر عندما نحزن، ولا نكتب كثيراً عندما نفرح. نكتب أكثر لشطبِ شئ ما،… لماذا الكتابة؟

ثلاثةُ أيام

اليومُ الأول: يرقدُ شخصٌ ما على وشكِ الموت. إنه لم يمت، لكنه يوشك أن يفعل. إنه ليسَ مَريضاً، إذا اعتبرنا أن بعضَ بقعٍ جلديةٍ لا تُسببُ الموتَ هذه الأيام. وهوَ أيضاً لا ينوي الانتحار، فالانتحارُ… ثلاثةُ أيام

طَلَباً لأفياءِ ساقية

بعدَ غيابٍ دامَ ردحاً من الزمن، بادرني الشاعر الصديق دخيل الحارثي بقصيدةٍ يقول فيها: تعالَ، فبيني وبينك إلفٌ وبيني وبينكَ أيامنا الماضية … لقد كان حَاضرُنَا يزدهي بالأرومةِ يا صاحبي، ما دهاك؟ وماذا تراك تقولُ… طَلَباً لأفياءِ ساقية

مَا يُمكنُ قَولهُ بِلا مَجاز

لطالما أحببتُ ألعابي الحياتية خارج الكتابة، منذُ بدأتُ سلسلةَ علاقاتي المثمرة بدعوةٍ من إحدى القططِ الساكنةِ لشرفةِ الله ، إلا أنني لم أتعود المكوث في طابقٍ واحدٍ طوال الوقت، لقد تعودَ مزاجي على الخروجِ من… مَا يُمكنُ قَولهُ بِلا مَجاز

صَلاة

الإلهةُ النائمةُ بجانبي لا تتعرى ليدي عندما أعبثُ بجسدها، بل تنهرتي بصوتٍ نائمٍ لا يكفي لصدِّ غبارِ الشهوة. يَدُها التي تَصُدُّنِي تَكنِسُ غُباريَ الأرجُوَانِيَّ. وأنا أُصرُّ على مُعاودة الهبوبِ وطَمرِهَا بالغُبَار. أنا رسولُ الترابِ، ورحمةُ… صَلاة

وكَم ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ

الشعرُ الصادقُ لا يلتمسُ العذرَ ليخالف الحقيقة أياً يكن الموضوع، وأياً تكن القضية. والمتنبي – على كثرةِ مجاملته لسيفِ الدولةِ ومبالغته في مدحه- إلا أنه لا يجامل إلا بما هو حقيقي. أنتَ كريم، إذن أنت… وكَم ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ

إيدَاعٌ أمْ إبْدَاعْ؟

الدراسةُ لم تُغير وجهَ العالم، ولكن الإبداعَ هو الذي يُغيره. القدرةُ على الخلق هي أسمى القدرات الإنسانية، لأنها صفة إلهية. أكاديمياً، لم يكن أينشتاين منذُ صغرهِ يتقبلُ كثيراً فكرةَ النظام المدرسي، بل كان يكره رتابته… إيدَاعٌ أمْ إبْدَاعْ؟

عينٌ عَلَى الْقِراءَة

ليسَ من قبيلِ المبالغة أن يُعتبر الكتاب ذاكرة الإنسانية، أو امتداد الذاكرةِ والمخيلة، فكما يقول بورخيس: من بين كل أدوات الإنسان، يُعد الكتاب الأكثر إثارة للدهشة دون أدنى شك. الأدوات الأخرى امتداداتٌ لجسمه، فالميكروسكوب والتليسكوب… عينٌ عَلَى الْقِراءَة

أنْسَنَةُ رَقَائِقِ السِّيلِكُون

الاختيارُ من بين الجماليات مهمةٌ مقدسة، يتصدى لها مَنِ يجدُ في نفسه القدرة على أن يكونَ هُلامياً، قابلاً للنفاذ، قابلاً لتوصيل التيار الكهربي، مَنْ يجدُ في نفسه القدرة على احتواءِ الطاقةِ الأصلية للجمال وإيصالها إلى… أنْسَنَةُ رَقَائِقِ السِّيلِكُون

إعياءٌ كسولٌ، لم يقضِ عليَّ

عندَ كلِّ مرةٍ أتناولُ فيها حبة دواء، يُصيبني هاجسٌ بأنَّ الحبةَ ستخطئُ طريقها إلى حلقي، وتنحشرُ بدلاً من ذلكَ في القصبةِ الهوائية، أو تستقرُّ في تجاويفِ الرئة، فأختنقُ من الفكرةِ، وأترددُ كثيراً قبل تناولِ أي… إعياءٌ كسولٌ، لم يقضِ عليَّ

في مصرَ لا تَتَشابَهُ السَّاعَات

كانت مصرُ لساعاتٍ معدودةٍ، وكما هي دوماً بالنسبةِ لشخصٍ ما، فاجعةً تفتحُ أحضانها للعابرين والمقيمين. كانت هاويةً تبتلعُ قدرةَ العابرِ على الدهشةِ الأولى، وتُجددُ إحساسَ المقيمِ بالمنفى. كانت أيضاً، أسلوباً للمشي المتواصلِ ليلاً حتى التعب.… في مصرَ لا تَتَشابَهُ السَّاعَات